rifat mater مدير
عدد المساهمات : 267 تاريخ التسجيل : 15/02/2010 العمر : 33
| موضوع: سنغادر البلاد قبل نهاية اليوم!!! الإثنين مارس 15, 2010 7:14 am | |
| طرقات عنيفة علي الباب..وينكسر رتاج باب المنزل..ويدلف الرجال بزيهم العسكري المميز..ايقظوه من نومه بعنف, انهض والفوضي تجتاح المنزل الانيق في قلب القاهرة الجديدة وحارس المنزل يخرج من خلف جراج السيارات الفارهة يطلب التفسير من اصحاب السيارة العسكرية..والصراخ يعتلي المنزل. الرجل العسكري..يأمر ذلك الشخص النائم الذي تعدي الخمسين من العمر أرتدي ملابسك أنت رهن الاعتقال,علامات الدهشة والخوف والرعب ترتسم علي ذلك الشخص وهو يرتدي بيجامته الحريرية..من انتم؟. ليرد الرجل العسكري بصوته الجامد..نحن من استولينا علي مقاليد الامور يا عزيزي..فبهدوء احضر ما بحوزتك من اوراق هامة وبعض ملابسك..لان التحقيق سيأخذ بعض الوقت.. انتفض الناعس بقوة وهو يقول..هل أنا رهن الاعتقال؟! ..هل تعلم من أنا؟. ابتسم الرجل العسكري وقال..لا تقلق سنتعرف علي هويتك أثناء التحقيق ..لا تنسي احضار أثبات الشخصية حتي نعرف من أنت..انطلقت ضحكة خفيفة من الرجال المصاحبين لذلك الرجل العسكري . حاول الرجل الخمسيني العمر أن يرفع سماعة الهاتف لكي يطلب رقما ما ..إلا أنه فوجي بالرجل العسكري يمسك يده بقوة ويقول له ماذا تفعل؟!. تلعثم الرجل وأجاب سأتصل بالمحامي..أزدادت ضحكة الرجل العسكري وقال ..سأسدي إليك خدمة ..المحامي الخاص بك سبقك إلي غرفة التحقيق منذ ساعتين ..لن نكلفك عناء الأتصال به وايقاظه فقد حضر الرجل كمتهم في قضايا آخري كثيرة.. حاول الرجل أن يبحث عن أقرب كوب ماء لكي يزيح الاحجار التي باتت تتساقط داخل فمه..وزوجته تحاول الصراخ دون جدوي..فلم ينتظر صاحب الزي العسكري كثيرا لينتزع الرجل وزوجته الشقراء من الفراش وتغادر السيارة في هدوء إلي مقر سلطات التحقيق. وقفت السيارة أمام آحد القصور الشهيرة التي كان يحلم ذلك الرجل أن يدخلها إلا أن القدر لم يسعفه أن يدخلها وهو في منصبه المرموق ودخلها وهو رهن التحقيق..وهاجمت الافكار الرجل..اي تحقيق يمكن ان يجري في ذلك القصر الفاخر..انه قصر منيف لأحد اكبر رجال الدولة..هل استغني النظام عني..لم اكن خائنا أبدا..لمنصبي فقد خدمت هذة الدولة بكل اخلاص. دخل الرجل وزوجته إلي القصر وبصحبتهما العساكر ليدخلوا إلي رجل اعلي رتبة من ذلك الرجل الذي قبض عليهما في المنزل..ليقول القائد الاعلي للتحقيق تفضل بالجلوس..فجلس الرجل وحاول أن يعيد التفكير في الأمر ربما حدث خطأ..ربما الأمر تشابه اسماء وحين اعرفهم بنفسي سينتهي الامر واحصل علي إعتذار وارحل لاستكمل نومي. بدأ الرجل العسكري من خلف مكتبه هادي الطباع وأمر آحد الرجال بفتح التحقيق..ويقول ما أسمك..فرد الرجل ماهر رشدان ..اعتدل الرجل وقال من فضلك الأسم المدون في بطاقتك الشخصية..أعتدل الرجل الخمسيني العمر وقال..ماهر أحمد رشدان..العمر 51 عاما..المهنة ..رمز من رموز النظام الاساسي. فتح رجل التحقيق درج مكتبه وتناول ورقة من آحد الملفات وقام بعرضها علي السيد ماهر وقال له ما هي علاقتك بهذة الأسماء ,مد الرجل يده ليلتقط الورقة وفتحها ليجد أهم رموز الدولة فيها ,انتابته ضحكة عالية وقال انهم رموز البلاد ومن المسئولين عن إدارة شئونها فكيف لا اعرفهم..فرد الرجل العسكري بعنف سؤال محدد ما هي علاقتك بهولاء ..أدلي بكل ما تعرفه عنهم وبالتفصيل وهذا أفضل لك ..حتي لا نستخدم أساليب آخري لن ترضي عنها خاصة أن زوجتك معنا وإذا داعبها آحد العساكر الموقف لن يرضيك. الذهول يعتلي السيد ماهر وهو غير مصدق لما يحدث ..هل حدث انقلاب؟!..هل انقلب آحد الرموز علي الحكم ..هل تم احتلالنا؟..هل انا احلم؟ ..لا اجابة .. كيف سيدخل ابني (نادر) الشرطة وأنا من دللته وقمت بالترتيب لكي انتقي له وساطة مناسبة تساعده علي الولوج بسرعة إلي كلية البشوات ..لم اطلب منه ان يذاكر او يجتهد فقد طلبت منه فقط النجاح 50% فقط وبعدها سينتقل إلي مستقبله الباهر كرجل أمن لهذه البلاد ..لكن أين الامن الان؟. وهاجمت الهواجس اكثر السيد ماهر وهو قلق علي مستقبل أبنته (علا) التي فشلت في الحصول علي مجموع جيد وهي تعمل الأن بالثانوية العامة في آحد البنوك ولم يطالبها احد بشهادة جامعية لان رئيس البنك صديقه ماذا ستفعل؟..هل سينتهي دورها في العمل وتعود إلي منزلها منكسة الراس؟. وزوجتي الجميلة هل سينتهي دورها في نوادي الليونز ..هل ستنتهي عملية جمع التبرعات للفقراء ..هل ستفقد مكانتها الاجتماعية وهي في غياهب السجون. وفجأة انابت الرجل رعشة مخيفة وهو يتذكر أن رصيده البنكي لا يزال أغلبه في البنوك المحلية ولم يذهب إلي سويسرا بعد..هل أصبح بين يوم وليلة من الفقراء..هل أصبح مطاردا من الجميع وهو كان إذا اطلق أمرا تم تنفيذه بسرعة خرافية. رنين الهاتف يرن ويرن الساعة السابعة صباحا ينتفض السيد ماهر من النوم ليجد نفسه علي الفراش وزوجته بجواره تتثائب وتقول له صباح الخير يا عزيزي ميعاد ذهابك إلي العمل .. يحمد الرجل الله أن الامر كان مجرد حلم..لكن الحلم من الممكن أن يتحقق..وبحركة لا إرادية مسك ذراع زوجته وقال لها سنغادر هذة البلاد..لم يعد لنا عيش في مثل هذا المكان ..قبل ان تستفهم زوجته الامر عاجلها بعبارة كان لها وقع مخيف في نفسها(عليا الطلاق ما احنا قاعدين في البلد دي لحظة واحدة بعد انهاردة)..اجمعي أموالك واحضري نادر وعلا وسنغادر البلاد قبل نهاية اليوم.! | |
|